سورية تستنكر الهجوم الأمريكي وتعتبره جريمة حرب

عدد الرسائل : 72 تاريخ التسجيل : 05/11/2008

سورية تستنكر الهجوم الأمريكي وتعتبره جريمة حرب

دمشق (27 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

استنكرت وسائل الإعلام السورية اليوم الاثنين انتهاك المروحيات الأمريكية مساء أمس للأجواء السورية والذي أسفر عن مقتل ثمانية مواطنين مدنيين، واعتبرتها صحيفة تشرين الرسمية "جريمة حرب" ضد "قرية وادعة" قريبة من الحدود العراقيةورأت الصحيفة أن "ما اقترفته إدارة بوش من احتلالات بالقوة العسكرية الغاشمة ومن جرائم حرب بحق المدنيين خاصة في العراق وافغانستان وأخيراً في سورية يستدعي المساءلة الحقيقية"، واعتبرتها "بلطجة عسكرية أنزلت سمعة أمريكا إلى الحضيض" وفق تعبيرهاوكانت مصادر رسمية سورية أكّدت أن أربع طائرات مروحية أمريكية قادمة من العراق انتهكت الأجواء السورية في منطقة "البوكمال" القريبة من الحدود العراقية وهبطت منها مروحيتان في قرية "السكرية" التي تبعد ثمانية كيلومترات عن الحدود بينما بقيت الأخريان في السماءوأضافت المصادر أنه ترجل من المروحيتين ثمانية جنود أطلقوا النار على "مبنى مدني قيد الإنشاء وأطلقت النار على العمال داخل المبنى" ما أدى إلى مقتل ثمانية مواطنين بينهم خمسة من عائلة واحدة وامرأة وجرحوا أربعة، ثم أقلعت الطائرتان وغادرتا مع الأخريين الأجواء السورية عائدة إلى العراق وذكرت المصادر الرسمية أسماء القتلىوأكد الخبر رئيس مشفى حكومي في مدينة البوكمال الذي أشار إلى وصول سبع جثث وأربعة جرحى إلى المشفى وأكّد أن الجميع مصابون بطلقات ناريةواستنكرت سورية العمل ووصفته بـ "الانتهاك الخطير"، واعتبرته "عدوان أمريكي" وحمّلت القوات الأمريكية مسؤوليته وكافة تبعاته، كما طالبت الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها وبفتح تحقيق فوري، كما طالبت الحكومة العراقية بمنع استخدام أراضيها للعدوان على سوريةولم تؤكد الولايات المتحدة من جهتها حتى صباح اليوم وقوع الهجوم سوى ما قاله المتحدث باسم الجيش الأمريكي في العراق السرجنت بروك مورفي "إننا نحقق في الحادث وسنبلغكم بالمعلومات فور توفرها" حسب قولهوعلى الفور سارعت الخارجية السورية إلى استدعاء القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بدمشق وأبلغتها احتجاج وإدانة سورية لهذا الاعتداء وتحميل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عنه، كما استدعت القائم بالأعمال العراقي للغرض ذاتهوتقع مدينة البوكمال السورية على مسافة 5 كيلومترات عن الحدود العراقية، ويتبع لها معبر حدودي نظامي بين البلدين "معبر اليعربية" وتقابلها على الطرف العراقي من الحدود منطقة القائمواشتبهت بعض الأوساط السورية بتوقيت الحادث وربطته بالانتخابات الأمريكية، ورأت أنه ربما يكون محاولة من جانب الحكومة الجمهورية لتعزيز موقف المرشح الجمهوري للتأكيد على أنه الأقدر على تأمين الجانب العسكري في المنطقةإلى ذلك ذكرت بعض المصادر أنه لا يوجد أي منشأة عسكرية في المنطقة التي هاجمها الأمريكيين، وعدد سكان السكرية لا يتعدى الألفين، وتحتضن البوكمال مخيماً للاجئين العراقيين يشرف عليه الهلال الأحمروتعتبر القوات الأمريكية منطقة القائم معبراً للمقاتلين والأسلحة والأموال القادمة إلى العراق عبر سورية. وكانت الجماعات المسلحة في القائم أحكمت قبضتها على المدينة في أبريل/نيسان 2005، وشنت القوات الأمريكية أواخر عام 2006 عملية عسكرية واسعة لطردهم منها ويبلغ طول الحدود السورية العراقية نحو 650 كم، وتتمركز على الجانب السوري منها أكثر من 20 ألف من القوات العسكرية السورية لمنع التسلل والتهريبواستنكرت بعض أحزاب المعارضة السورية الاعتداء الأمريكي وأعلن حزب الحداثة والديمقراطية لسورية وقوفه ضد استهداف البلاد عسكرياً من قبل أي طرف خارجي أو أن يتعرض السلم الداخلي للخطر، ودان بقوة الغارة الأمريكية واعتبرها اعتداء على سيادة البلاد والشعب السوري وليست اعتداء على النظام السوريوكانت حصلت سابقاً اشتباكات بين القوات الأمريكية والهجانة السوري داخل الأراضي السورية في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 حيث قامت القوات الأمريكية بعملية إنزال جوي في قرية (الهري) وقرية (الباغوز) جنوب البوكمال وتصدى الأهالي وحرس البادية السورية لهذه القوات ما أسفر عن قتل وجرح سوريين وأمريكيينوشهدت المنطقة خلال السنوات الأخيرة بين الحين والآخر اختراقات أمريكية داخل الأراضي السورية لمئات الأمتار لملاحقة من تعتبرهم القوات الأمريكية "إرهابيين" يحاولون عبور الحدود نحو العراقوتشهد العلاقات بين دمشق وواشنطن حالة من التوتر منذ سنوات، بعد أن قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على سورية في إطار قانون المحاسبة، وكذلك بسبب الاتهامات التي توجه من قبل واشنطن والتي تدعي بأن دمشق تقوض الأمن في العراق ولبنان وتدعم حركات إرهابية فلسطينية، وتقوم مع إيران وكوريا الشمالية بإعداد